الشأن الافريقي

إفريقيا ترنو الاستقلال

أعلنت ساحل العاج إضافة إلى نظيرتها السينغال، إصدار قرارها السيادي بإخراج القوات الفرنسية المُعسكرة في البلاد منذ عقود في ضرب للسيادة الوطنية لهذه البلدان وتكريسا لتواصل الهيمنة الاستعمارية للجيش الفرنسي المريض الذي لم يعد قادرا على إقناع هذه الدول سواء بنجاعة تواجده أو فائدته على الأقل في تأمين استقرار الرؤساء على كرسي الحكم

هذا وقد سبق لدول أخرى مثل التشاد والنيجر وبوركينافاسو أن خطت ذات الخطوات وإن تنوعت الأساليب واختلفت ردود فعل فرنسا التي مازالت تحت وقع الصدمة من عدم اكتراث المستعمرات السابقة لاتفاقيات ثنائية بينها مع تلاشي صورة الهيبة والسطوة التي لطالما سعت لتعميقها في القارة السمراء كمسار آمن لنهب ثرواتها والتحكم في مفاصل الدول ومجالاتها الحيوية من أمن وتعليم وصحة

على أن الدهاء الفرنسي لن يستسلم بسهولة لهذه الضربات المتتالية التي لا يخفى على أحد الدور الأمريكي الواضح فيها تمهيدا للحلول محلها و إن بأدوات أخرى، كما أن الشرق الروسي والصيني بات لهما المجال لواسع واليد الطُولى في أعماق هذه القارة التي كانت ولتزال تفتقد لامتلاك قرارها وبناء تطوّرها الذاتي

ولئن مازالت فرنسا تحتفظ ببعض المناطق الإقليمية الإستراتيجية والبؤر الاستخباراتية القوية، فإن السؤال يبقى مطروحا، متى ستستقل بعض الدول العربية كليّا وحقيقة من توجهات الإليزية الهلامية والتخلص من التبعية المهينة، مع التعامل بجديّة وإعادة رسم التوازنات نحو المسار الأصلي؟

كما تتصاعد الدعوات في أكثر من دولة إقتداءً بصحوة الشعوب لامتلاك أمرها وقيادة مساراتها السياسية والأمنية والاقتصادية باستغلالية تامة بعد أن كانت ولعقود طويلة مجرد بيادق لفرنسا التي تتمعّشُ منها لتطوير بلدها واقتصادها

وبالتوازي مع هذه الديناميكية في الوعي الشعبي فإن التحذير يبقى قائما في عدم تعويض مستعمر سابق بمحتل لاحق، فتغيير الأطراف لا يضيف نهضة للبلدان التي تبني سيادة حقيقية كاملة

بقلم ياسين بوزلفة

Leave a Comment

Nous suivre sur les réseaux sociaux :

RADIO CAP PLUS © 2025. Tous droits reservés | Toute reproduction, même partielle, est strictement interdite.